ولا إله غيره.
قديم
بلا ابتِدَاءٍ، دائم بلا انتِهَاءٍ
****
جَمْعهم في ذلك الوقت؛ أي: أهل السموات وأهل الأرض، قال تعالى: ﴿وَمِنۡ
ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن
دَآبَّةٖۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ﴾ [الشورى: 29].
هذا هو توحيد الألوهية: «لا إله» أي: لا معبود بحق «غيره».
أما إذا قلت: لا معبود إلا هو؛ أو لا معبودَ سواه، فهذا باطل؛ لأن
المعبودات كثيرة من دون الله عز وجل، فإذا قلت: لا معبودَ إلا الله؛ فقد جعلْتَ
كلَّ المعبودات هي الله، وهذا مذهب أهل وحدة الوجود، فإذا كان قائل ذلك يعتقد هذا
فهو من أصحاب أهل وحدة الوجود، وأما إن كان لا يعتقد هذا، إنما يقوله تقليدًا أو
سمعه من أحد، فهذا غلط، ويجب عليه تصحيح ذلك.
وبعض النَّاس يستفتح بهذا في الصَّلاة فيقول: ولا معبود غيرك، والله معبود
بحق، وما سواه فإنه معبود بالباطل، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [الحج: 62].
كما دل عليه قوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ﴾ [الحديد: 3].
وقوله: «أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ» ([1]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (2713).
الصفحة 2 / 224