قيُّومٌ لا ينامُ.
حيٌّ
لا يموتُ.
****
حياته كاملة لا يعتريها نقص ولا نوم ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا
هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ﴾ [البقرة: 255]، ﴿وَتَوَكَّلۡ
عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: 58]؛ فنفى عن
نفسه السِّنَةَ وهي النوم الخفيف والنوم المستغرق، ونفى عن نفسه الموت لكمال حياته
سبحانه.
والنوم والنعاس والموت نقص في الحياة، وهذه من صفة المخلوق، وحياة المخلوق
ناقصة فهو ينام ويموت.
فالنوم كمال في حق المخلوق، نقص في حق الخالق؛ لأن المخلوق الذي لا ينام
معتلُّ الصحة، فهذا يدل على الفرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق.
والحي والقيوم: هاتان الصفتان مأخوذتان من قوله تعالى: ﴿لَآ
إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ﴾ [البقرة: 255] الحي
الذي له الحياة الكاملة، والقيوم صيغة مبالغة.
القيوم هو: القائم بنفسه والمُقِيم لغيره، القائم بنفسه فلا يحتاج إلى شيء،
وغني عن كل شيء، المقيم لغيره، كل شيء فقير إليه يحتاج إلى إقامته له سبحانه
وتعالى، فلولا إقامة الله للسموات والأرض والمخلوقات لتدمَّرت وفَنِيَت، ولكن الله
يقيمها ويحفظها ويُمِدُّها بما يصلحها.
فجميع الخلق في حاجة إليه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ﴾ [فاطر: 41].
الصفحة 2 / 224