وضَرَبَ لهم آجَالاً.
ولم
يَخْفَ عليه شيء قبل أن يخلُقَهم.
وعَلِمَ
ما هم عاملون قبل أن يخلُقَهم.
وأمرهم
بطاعته، ونهاهم عن معصيته.
****
المخلوقات لها آجال ولها نهاية، قال سبحانه ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦وَيَبۡقَىٰ
وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧﴾ [الرحمن: 26: 27].
وقال سبحانه: ﴿كُلُّ
شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ﴾ [القصص: 88].
كل شيء له عمر محدود، حدده الله سبحانه إما قصير وإما طويل، قال سبحانه: ﴿وَمَا
يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ
إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾ [فاطر: 11]؛ فالأعمار بيده
سبحانه وتعالى، وهذا يدل على كمال ربوبيته وكمال قدرته، فما شاء كان وما لم يشأ لم
يكن.
بل هو عالم بالأشياء قبل أن توجد، لا أنه لا يعلمها إلا بعد أن وُجِدت.
علم ما يعمل العباد قبل خلقهم، أن هذا من أهل الطاعة وهذا من أهل المعصية.
كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، خلقهم أولاً، ثم أمرهم بعبادته سبحانه وتعالى، فهو سبحانه أمرهم بطاعته وعبادته، مع أنه يعلم ما هم عاملون من قبلُ، ولكن الجزاء لا يترتب على العلم، وإنما الجزاء يترتب على العمل، فالله لا يعذب العبد بحسب العلم، إلا إذا وقع منه الذنب، ولا يكرم المحسن حتَّى
الصفحة 2 / 224