وهو مُستَغنٍ عن العَرشِ وما
دُونَهُ.
مُحِيطٌ
بكلِّ شيءٍ وفَوْقَهُ.
****
فعرشه مخلوق وله حَمَلَة، وهم
طائفة من المَلائكَة: ﴿وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ
فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ﴾ [الحاقة: 17] قبل يوم القيامة يحمله أربعة، فإذا جاء
يوم القيامة تضاعفوا وصاروا ثمانيةً، فكل واحد من المَلائكَة لا يُتَصَوَّرُ
خَلْقُه وعظمته وقوته.
وهل يقال إذا قيل: إن العرش هو الملك: إن المُلك تحمله المَلائكَة؟!
لا تتصور أن معنى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الأعراف: 54] أنه
محتاج إلى العرش كاستواء المخلوق على المخلوق، بل الله عز وجل مستوٍ على العرش،
وهو غني عن العرش وما دون العرش.
جميع المخلوقات محتاجة إلى الله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ
مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ﴾ [فاطر: 1 4]؛ فهو الذي يمسك العرش، ويمسك السماوات،
ويمسك الأرض والمخلوقات بقدرته وعزَّته، فهي المحتاجة إليه، وهو غني عنها سبحانه
وتعالى.
ولا يلزم من كَوْنِ الشيءِ فَوْقَ الشيء أن يكون الأعلى محتاجًا إلى ما
تحته، فالسماوات فوق الأرض وليست محتاجة إلى الأرض.
محيط علمه بكل شيء: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ [آل عمران: 5] وإحاطته بالأشياء: علمه بها، وإلا فالله عز وجل في جهة العلو.
الصفحة 3 / 224