×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولا نقول: لا يَضُرُّ مع الإيمان ذَنبٌ لِمَن عَمِله.

ونرجو للمُحسِنين من المُؤمِنين أن يَعفُوَ عنهم ويُدخِلَهم الجنَّة برحمَتِه، ولا نَأمَنُ عليهم، ولا نَشهَدُ لهم بالجنَّة.

ونستَغفِرُ لمُسِيئِهِم، ونخاف عليهم، ولا نُقَنِّطُهُم.

****

كما تقوله المرجئة، يقولون: ما دام مصدِّقًا بقلبه فهو مؤمن كامل الإيمان، أما الأعمال فأمرها هيِّن، فالذي لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يزكي ولا يعمل شيئًا من أعمال الطاعة، يقولون: هو مؤمن بمجرد ما في قلبه! وهذا من أعظم الضلال.

فالرد عليهم: أن الذنوب تضر على كل حال، منها ما يزيل الإيمان بالكلية، ومنها ما لا يزيله بالكلية بل ينقصه وصاحبها معرَّض للوعيد المرتب عليها.

هذا بحث للشهادة لمعين أنه من أهل الجنَّة، أو أنه من أهل النَّار، نحن لا نشهد لأحد بجنة أو نار إلا بدليل، إلا من شهد له المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنَّة، شهدنا له بذلك، ومن شهد له النَّبي صلى الله عليه وسلم بالنَّار شهدنا له بذلك، هذا بالنسبة إلى المعينين، أما بالنسبة إلى العموم فنعتقد أن الكافرين في النَّار، وأن المؤمنين في الجنَّة.

أما على وجه الخصوص فلا نحكم لأحد إلا بالدليل، لكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. هذه عقيدة المُسْلمين.

نستغفر للمسيء؛ لأنه أخونا، وندعو له بالتوبة والتوفيق؛ وإن كان مذنبًا، وهذا حق الإيمان علينا: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19].


الشرح