ونؤمِنُ
بمَلَك الموت، المُوَكَّل بقَبْضِ أَروَاحِ العَالَمِين.
****
وهم أقسام، ومن أقسامهم:
الحَفَظَة: وهم الذين وَكَل الله إليهم حفظ بني آدم وحفظ أعمالهم، فكل عبد
من بني آدم معه أربعة يحفظونه بالليل والنَّهار، اثنان حَفَظة، واحد عن اليمين
وواحد عن اليسار، الذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن اليسار يكتب السيئات: ﴿مَّا
يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: 18].
ومَلَكان آخران؛ واحد أمامه وواحد خلفه، يحفظونه من الاعتداء عليه، ما دام
الله قد كتب له البقاء: ﴿لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ
بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ﴾ [الرعد: 11]؛
فالمَلائكَة يدفعون عنه الأخطار، فإذا تم الأجل تَخَلَّوْا عنه، فأصابه ما كتب
الله له، فنحن نؤمن بهذا، وإذا آمنا بذلك فإننا نستحيي من المَلائكَة الكرام، فلا
نعمل أعمالاً سيئة، ولا نتكلم بألفاظ باطلة؛ لأنها تُسَجِّل علينا.
قال سبحانه: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ
عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ
تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا﴾ [الأنعام: 61] يعني: من
المَلائكَة، فالرسل قد يكونون من المَلائكَة، وقد يكونون من البشر: ﴿ٱللَّهُ
يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [الحج: 75]، ﴿تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ
لَا يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام: 61].
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ
يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ
وَأَدۡبَٰرَهُمۡ﴾ [الأنفال: 50].
وقال في آية أخرى: ﴿يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ﴾ [السجدة: 11].
الصفحة 2 / 224