ونُحِبُّ
أَصحابَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
****
عن الله؛ لأن جنسها موجود في
المخلوقين، ولو أثبتها اقتضى هذا المشابهة - بزعمه -.
وفي الحقيقة هذا لا يقتضي المشابهة، ولكن هذا الفهم عَقِيمٌ، ويؤَوِّلون
الغضبَ بالانتقامَ، والرضا بالإنعام.
فالواجب التسليم لله ولرسوله وما ثبت عنهما، وأن يَتْرُك هذه التُّرَّهَاتِ
والتأويلات.
ولذلك لما سئل مالك عن كيفية استواء الله على عرشه؟ أطرق مالك رأسه خوفًا
وحياء من الله، ثم رفع رأسه وقال: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به
واجب، والسؤال عنه بدعة».
أصحاب: جمع صاحب، والصحابي هو: الذي لقي الرسول وهو مؤمن به ومات على ذلك،
فإن آمن به ولم يَلْقَهُ فليس بصحابي، ولو كان معاصرًا للنبي صلى الله عليه وسلم،
كالنجاشي، وكذلك يُشتَرَط الإيمان به والموت على ذلك، فبمجرد الرِّدَّة والموت
عليها تبطل الصحبة وسائر الأعمال.
وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أفضل القرون والأمم بعد الأنبياء
والرسل؛ وذلك لأنهم أدركوا المصطفى صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وجاهدوا
معه وتلَقَّوا عنه العلم، وأحبهم النَّبي صلى الله عليه وسلم واختارهم الله لنبيه
أصحابًا.
والله يقول: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا﴾ [الفتح: 18].
الصفحة 1 / 224