×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وخُروجِ دابَّةِ الأرض من مَوضِعِهَا.

ولا نصدِّقُ كاهنًا ولا عرَّافًا.

****

قال سبحانه: ﴿وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل: 82] تخرج هذه الدابة فتَسِمُ المؤمنَ والكافرَ؛ أي: تضع عليه علامة يتعارف النَّاس بها، فيتخاطبون، وهذا يقول: يا مسلم، وهذا يقول: يا كافر، ومعنى قول الله: ﴿تُكَلِّمُهُمۡ [النمل: 82] بكلام خارق للعادة، وليس عندنا خبر ثابت عن موضع خروجها، لكن نؤمن بخروجها من موضعها الذي يعلمه عالم الغيب والشهادة، قال سبحانه: ﴿أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ [النمل: 82]

سبق أن ذكر المؤلف الكرامات وضابطها، وأن الكرامات حق ثابت، ولا يجوز الاعتماد عليها، ولا يظن بأن للأولياء مرتبةً يُدعَون فيها مع الله عز وجل، كما يقوله القبوريون والخرافيون، فيتعلقون بالأولياء والصالحين من أهل هذه الخوارق.

أما قوله رحمه الله: «لا نصدق كاهنًا ولا عرافًا» ففيه بيان الفرق بين الكرامة والكِهانة والعِرَافة والسحر والشعوذة والتنجيم، فهذه -أي: التي مع الكهان والعرافين - خوارق شيطانية وأعمال حَذِقوها وتعلَّموها بسبب تقرُّبِهم من الشياطين؛ فيظن النَّاس والجهال أن هذه كرامات وأنها بسبب وِلاَيَتِهم لله، وهذا غلط، إنما هي من فعل الشياطين؛ لخضوعهم لهم وموافقتهم على الشِّرك.


الشرح