×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وهو كذلك يغضب سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ [المائدة: 60]؛ فالله يغضب على من عصاه ويمقته، والمقت هو أشد البغض، قال تعالى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا [النساء: 93].

والمخلوق يغضب ويرضى، ولا مشابهة بين غضب ورضا المخلوق وغضب ورضا الخالق، رضا الله وغضبه يليقان به سبحانه، ورضا وغضب المخلوق يليقان به كسائر الصِّفات: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11]، ليس له مثل في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته، وإن كانت له أسماء وصفات، وللمخلوق أسماء وصفات، فلا تشابه.

وهذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة، يُثبِتون الرضا والغضبَ لله عز وجل وغير ذلك من الصِّفات، وإن كان جِنسُ هذه الصِّفات موجودًا في المخلوقين، لكن مع الفارق: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11]، كذلك المخلوق سميع بصير، وقال الله عن نفسه: ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11]، وقال في أول الآية: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11]، فدل على أن هناك فرقًا بين صفات الخالق وصفات المخلوق.

وهذا شيء معلوم من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقاد أَهل السُّنة والجمَاعة، أما أهل التأويل والضلال فينفون الأسماء والصِّفات


الشرح