وهو
سُبحانه قد جمع فيما وصف وسمّى به نفسه بين النفي والإثبات، فلا عُدول لأهل السنة
والجَماعَة عما جاء به المرسلون فإنه الصراط المستقيم.
*****
«وهو سبحانه قد جمع...» إلخ. هذا بيانٌ
للمنهج الذي رسمه الله في كتابه لإثبات أسمائه وصفاته، وهو المنهج الذي يجب أن
يسير عليه المؤمنون في هذا الباب المهم، فإنه سبحانه «قد جمع فيما وصف وسمى به
نفسه» أي: في جميع أسمائه وصفاته «بين النفي والإثبات» وهو نفي ما يضاد
الكمال من أنواع العيوب والنقائص، كنفي النِّدّ والشريك والسِّنة والنوم والموت
واللُّغُوب.
وأما «الإثبات»:
فهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ ونعوتِ الجلالِ لله، كقوله تَعالَى في الآيتين (23، 24)
من سورة الحشر: ﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ
إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ
ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ٢٣ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ
ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ
ٱلۡحَكِيمُ ٢٤ ﴾ وغير ذلك مما سيذكر
له المؤلف نماذج فيما يأتي.
وقوله: «فلا عُدولَ
لأهلِ السنةِ والجَماعَة عمَّا جاءَ به المرسلون» أي: لا مَيل لهم، ولا
انحرافَ عن ذلك، بل هم مقتفُون آثارِهم، مستضيئون بأنوارِهم، ومن ذلك إثباتُ صفاتِ
الكمالِ لله وتنزيهه عما لا يليق به، فإن الرُّسُل قد قرروا ذلك الأصلَ العظيم،
وأما أعداءُ الرُّسُل فإنهم قد عدَلوا عن ذلك.
وقوله: «فإنه الصراطُ المستقيم» تعليل لقوله: «فلا عدولَ لأهلِ السنة» أي: لأن ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم، والصراط