لأنه
سبحانه لا سَمِيَّ له، ولا كفؤ له، ولا نِدَّ له، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى،
فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قِيلاً، وأحسن حديثًا من خلقه.
*****
«لأنه سبحانه لا سَمِيَّ له» هذا تعليلٌ
لما سبق من قوله عن أهل السنة: «ولا يُكَيِّفون ولا يمثِّلون صفاته بصفات خلقه».
و«سبحانه»
سُبحان: مصدر مثل غُفران، من التسبيح، وهو التنزيه.
«لا سمِيَ له» أي: لا نظيرَ له
يستحق مثل اسمه، كقوله تَعالَى في الآية (65) من سورة مريم: ﴿هَلۡ
تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا ﴾ استفهام معناه النفي، أي:
لا أحد يساميه أو يماثله.
«ولا كفؤ له» الكفؤ: هو
المكافئُ المماثل، أي: لا مِثل له، كقولِه تَعالَى في سورة الإخلاص: ﴿وَلَمۡ
يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 4].
«ولا نِدَّ له» النِّد: هو الشبيهُ
والنظير، قال تَعالَى في الآية (22) من سورة البقرة: ﴿فَلَا
تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا﴾.
«ولا يُقاس بخلقِه» القياس في اللغة:
التمثيلُ، أي: لا يُشبَّه ولا يُمثَّل بهم - قال سبحانه في الآية (74) من سورة
النحل: ﴿فَلَا
تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ﴾ فلا يقاسُ سبحانه بخلقِه،
لا في ذاتِه، ولا في أسمائِه وصفاتِه، ولا في أفعاله، وكيف يقاس الخالق الكامل
بالمخلوق الناقص؟! تَعالَى الله عن ذلك.
«فإنه سبحانه أعلمُ بنفسِه وبغيره» وهذا تعليلٌ لما سبق من وجوبِ إثبات ما أثبته لنفسِه من الصفاتِ ومنع قياسِه بخلقِه، فإنه إذا كان أعلمُ بنفسِه وبغيره وجب أن يُثْبَتَ له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.