×
شرح العقيدة الواسطية

ثم رسلُه صادقون مصدِّقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون.

*****

والخلقُ لا يحيطون به علمًا، فهو الموصوفُ بصفاتِ الكمال التي لا تبلغُها عقولُ المخلوقين، فيجب علينا أن نرضى بما رضيه لنفسه، فهو أعلمُ بما يليق به ونحن لا نعلم ذلك، وهو سبحانه: «أصدق قيلاً، وأحسن حديثًا من خلقه» فما أخبر به فهو صدقٌ وحقٌّ يجب علينا أن نصدقَه ولا نعارضَه، وألفاظُه أحسنُ الألفاظِ وأفصحُها وأوضحُها، وقد بيَّن ما يليقُ به من الأسماءِ والصفاتِ أتمَّ بيان، فيجبُ قبولُ ذلك والتسليمُ له.

«ثم رسلُه صادقون مصدقون» هذا عطف على قوله: «فإنه أعلمُ بنفسه... إلخ» الصدقُ: مطابقةُ الخبرِ للواقع، أي: «صادقون» فيما أخبروا به عن الله تَعالَى، «مصدقون» أي: فيما يأتيهم من الوحي بواسطةِ الملائكة؛ لأنه من عند الله، فهم لا ينطقون عن الهوى.

وهذا توثيقٌ لسندِ الرُّسُل عليهم الصَّلاة والسَّلام، فقد قيلَ لهم الحق وبلغوه للخلق، فيجب قبول ما وصفوا الله به، فهم «بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون» أي: بخلافِ الذين يقولون على اللهِ بلا علم في شرعِه ودينِه وفي أسمائِه وصفاتِه، بل بمجردِ ظنونِهم وتخيلاتِهم أو بما يتلقونه عن الشياطين -كالمتنبئين الكذبة والمبتدعة والزنادقة والسحرة والكهان والمنجّمين وعلماء السوء- كما قال تَعالَى في الآيات (221- 223) من سورة الشعراء: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢ يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣ وقال تَعالَى في


الشرح