ولهذا
قال: ﴿سُبۡحَٰنَ
رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠ وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ ١٨١ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٨٢﴾ [الصافات: 180 - 182] فسبَّح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على
المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب.
*****
الآية (79) من سورة البقرة: ُ ﴿فَوَيۡلٞ
لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ
عِندِ ٱللَّهِ﴾ الآية.
فإذا كان اللهُ سبحانه
وتعالى أعلمَ بنفسِه وبغيرِه، وكان أصدقَ قولاً وأحسنَ حديثًا من خلقِه، وكان
رسلُه عليهم الصَّلاة والسَّلام صادقين في كلِّ ما يخبرون به عنه، والواسطةُ بينهم
وبين الله التي تأتيهم بالوحي من عنده واسطةٌ صادقةٌ من ملائكتِه الكرام - وجب
التعويلُ إِذَنْ على ما قاله اللهُ ورسله، لا سيما في باب الأسماء والصفات نفيًا
وإثباتًا، ورفض ما قاله المبتدعة والضُّلاَّل ممن يدَّعي المجاز في الأسماء
والصفات وينفيها بشتى وسائل النفي مُعرِضِين عما جاءت به الرُّسُل، معتمدين على
أهوائهم، أو مقلدين لمن لا يصلح للقُدوة من الضُّلال.
· المفردات:
«ولهذا»: تعليل لما سبق من
كون كلام الله وكلام رسله أصدق وأحسن.
﴿سُبۡحَٰنَ﴾: اسم مصدر من
التسبيح، وهو التنزيه.
﴿رَبِّكَ﴾: الرب هو المالك
السيد المربي لخلقه بنعمه.
﴿ٱلۡعِزَّةِ﴾: القوة والغَلبة والمنَعة، وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى الصفة.