×
شرح العقيدة الواسطية

﴿عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ أي: هو المختصُّ بعلم ما غاب عن العباد وعلم ما يشاهدونه، وأما غيره فهو وإن علم شيئًا من المُشاهد فإنه لا يعلم الغيب، ﴿فَتَعَٰلَىٰ أي: تنزّه الله وتقدس ﴿عَمَّا يُشۡرِكُونَ به، فهو سُبحانه مُتعالٍ عن أن يكون له شريك في الملك.

قوله: ﴿ فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ ينهى سبحانه عن ضربِ الأمثال له، وضربُ المثلِ هو تشبيهُ حال بحال، وكان المشركون يقولون: إن اللهَ أجلُّ من أنْ يعبده الواحد منا، فلا بد من اتخاذ واسطةٍ بيننا وبينه، فكانوا يتوسلون إليه بالأصنام وغيرها، تشبيهًا له بملوك الدنيا! فنهى سبحانه عن ذلك؛ لأنه سبحانه لا مِثل له، فلا يُمثل بخلقه ولا يُشبّه بهم، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ أنه لا مِثل له ﴿وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ففِعلكم هذا صدَر عن توهم فاسد وخاطر باطل، ولا تعلمون أيضًا ما في عبادة الأصنام من سوء العاقبة.

وقوله: ﴿ قُلۡ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك دليل على أن القرآنَ كلام الله، وأن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله ﴿ إِنَّمَا أداة حصر ﴿حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ أي: جعلها حرامًا، والفواحش: جمع فاحشة، وهي ما تناهى قُبْحه من المعاصي ﴿مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ أي: ما أُعلِن منها وما أُسر، ﴿ وَٱلۡإِثۡمَ كل معصية يتسبب عنها الإثم، وقيل: هو الخمر خاصّة، ﴿وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ أي: الظلم المجاوز للحد والتعدي على النَّاس، ﴿وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ أي: تجعلوا له شريكًا في العبادة ﴿مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا أي: حجة وبرهانًا، وهذا موضع الشاهد من الآية:


الشرح