2- عند
المرجئة: أنه اعتقادٌ بالقلبِ ونطقٌ باللِّسانِ فقط.
3- عند
الكَرَّامِيَّةِ: أنَّه نطقٌ باللِّسان فقط.
4- عند الجبرية:
أنَّه الاعترافُ بالقلب أو مجرَّد المعرفة في القلب.
5- عند المعتزلة:
أنه اعتقادٌ القلبِ ونطقٌ اللِّسان وعمل الجوارح.
والفرقُ بينهم، أي:
المعتزلة وبين أهلِ السُّنَّة أنَّ مرتكبَ الكبيرةِ يُسْلَبُ اسمُ الإِيمَان
بالكُلِّيَّة ويُخَلَّدُ في النَّار عندهم، وعند أهلِ السُّنَّةِ لا يُسلَبُ الإِيمَان
بالكُلِّيَّة، بل هو مؤمن ناقص الإِيمَان ولا يُخلَّد في النَّار إذا دخلها.
وكلُّ هذه أقوالٌ
باطلةٌ. والحقُّ ما قاله أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ لأدلَّة كثيرة.
وقوله: «وإنَّ
الإِيمَان يَزيدُ بالطَّاعة، ويَنقصُ بالمعصية» أي: ومن أصولِ أهل
السُّنَّة والجَماعَة أن الإِيمَان يتفاضلُ بالزِّيادَة والنُّقصان، فتُزيده
الطَّاعةُ ويَنقص بالمعصية. ويدلُّ على ذلك أدلَّةٌ كثيرة منها: قوله تَعالَى: ﴿ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ
إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ
ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [الأنفال: 2]، وقوله
تَعالَى: ﴿ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا
مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ ﴾ [الفتح: 4]، وغير ذلك من الأدلَّة.
وقوله: «وهم مع ذلك
لا يُكفِّرون أهلَ القبلة بمطلَقِ المعاصي والكبائر كما يفعله الخَوارِج» أي: وأهلُ
السُّنَّةِ والجَماعَة مع أنهم يَروْن أنَّ الأعمالَ داخلة في مُسمَّى الإِيمَان
وأنَّه يَزيدُ بالطَّاعة ويَنقص بالمعصية - هم مع ذلك لا يحكمون بالكفرِ على من
يدَّعي الإِسْلام، ويستقبلُ