والهجرة: لغة: التَّرك، وشرعًا:
الانتقالُ من بلدِ الشِّركِ إلى بلدِ الإِسْلام. والأنصار، أي: الَّذين ناصروا
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، -وهم الأوس والخزرج- سمَّاهم النَّبِي صلى الله
عليه وسلم بهذا الاسم.
والدَّليلُ على
تفضيلِ المهاجرين على الأنصار: أنَّ اللهَ قدَّمهم في الذكر، كما قال تَعالَى: ﴿ وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ
مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ﴾ [التوبة: 100]، وقال
تَعالَى: ﴿ لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى
ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ﴾ [التوبة: 117]،
وقال تَعالَى: ﴿ لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ
ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ
ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ
٨ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ
يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ
مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ
خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٩ ﴾ [الحشر: 8- 9]، فدلَّتْ هذه
ُالآياتُ الكريمة على فضلِ المهاجرين والأنصار، وعلى تقديمِ المهاجرين على
الأنصارِ في الفضل؛ لتقديمِهم في الذِّكر، ولما قاموا به من تركِ بلادِهم
وأموالِهم وأولادهم؛ طلبًا للأجر، ونصرةً للهِ ولرَّسُوله، وصِدْقُهم في ذلك،.
قال: «ويؤمنون بأنَّ الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» كما جاء في الصَّحيحين في قصة حَاطِبِ بن أبي بَلْتَعةَ. وبدرٌ: قرية مشهورة على نحو أربع مراحل من المدينة، حصلتْ عندها الوقعةُ التي أعزَّ اللهُ بها الإِسْلام، وسُمِّي يومُ بدرٍ يوم الفرقان.