بَايَعَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ» ([1]).
الثَّانيةُ: أنَّ اللهَ قد رضي
عنهم، وهذا صريحُ القرآن، كما في قوله تَعالَى: ﴿ لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ ﴾ [الفتح: 18]، وقولُه:
«وكَانُوا أكثرَ مِن ألفٍ وأربعمائة» هذا بِناءً على الصَّحيحِ في عددِهم.
واللهُ أعلم.
وقولُه: «ويشهدون
بالجنَّةِ لمن شَهِدَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كالعَشْرَةِ وثابتِ بنِ
قيسِ بنِ شمَّاسٍ وغيرِهم من الصَّحَابَة» أي: يشهد أهلُ السُّنةِ
والجَماعَة بالجنَّةِ لمن شهدَ له الرَّسُول بذلك، أمَّا من لم يشهدْ له الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم بالجنَّةِ فلا يَشهدون له؛ لأنَّ في هذا تَقوُّلاً على اللهِ،
لكنْ يَرجون للمحسنين، ويخافون على المسيئين. وهذا أصلٌ من أصولِ العقيدة.
وقولُه: «كالعشَرة» هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعبد الرَّحمَن بن عوف، والزُّبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبو عبيدة بن الجراح، وطلحة بن عبيد الله. وقد صحَّت الأحاديثُ بالشَّهادة لهؤلاء بالجنة، وقوله: «وثابت بن قيس بن شماس» هو خطيبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبشارتُه بالجنة ثابتةٌ في «صحيح البخاري» عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه بلفظه: أبو داود رقم (4653)، والترمذي رقم (3860)، وأحمد رقم (14778)، ومسلم بمعناه رقم (2495).