وقولُه: «وغيرهم من
الصَّحَابَة» أي: غير من ذُكِرَ ممَّن أخبرَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أنَّهم في
الجنَّة؛ كعُكَّاشة بن مُحْصِنٍ، وعبدِ الله بن سَلاَم وغيرهما.
قوله: «ويُقرُّون بما
تَواتَر به النَّقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وغيره»
أي: يَعترف أهلُ السُّنة والجَماعَة ويعتقدون. «ما تَواتَر به النَّقل» أي:
ما ثبت بطريقِ التَّواتر - والتَّواتر: هو أقوى الأسانيد - «عن أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره» من الصَّحَابَة «أنَّ خير هذه
الأمَّة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ويثلِّثون بعثمان» أي: يجعلونه الثالث في
الترتيب «ويربِّعون بعلي» أي: يجعلونَه الرابع، وفي هذه الروايةِ
المتواترةِ عن علي ردٌّ على الرافضةِ الَّذين يفضلون عليًّا على أبي بكر وعمر،
ويقدمونه عليهما في الخلافة؛ فيطعنون في خلافةِ الشَّيخين. وهذا البحث يتضمَّن
مسألتين:
الأولى: مسألةُ الخلافة، الثَّانية:
مسألةُ التفضيل. فأمَّا مسألةُ الخلافةِ فقد أجمع أهلُ السُّنة والجَماعَة -بما
فيهم الصَّحَابَة - على أنَّ الخليفةَ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر،
ثمَّ عمر، ثمَّ عثمان، ثمَّ عليٌّ. وأمَّا مسألةُ التفضيل: فقد أجمعوا على
أنَّ أفضلَ هذه الأمَّةِ بعد نبيِّها أبو بكر، ثمَّ عمر، كما تواتر به النَّقل عن
عليٍّ.
واختلفوا في عثمانَ وعليٍّ رضي الله عنهما أيُّهما أفضلُ وقد ذكر الشَّيخُ هنا في المسألةِ ثلاثةَ أقوالٍ حيث يقول: «فقَدَّم قومٌ عثمانَ وسكتوا وربَّعوا بعليٍّ، وقَدَّم قومُ عليًّا، وقوم توقَّفوا» هذا حاصلُ الخلافِ في المسألة: