×
شرح العقيدة الواسطية

ب- أنهم تُضَاعف لهم الحسناتُ أكثر من غيرهم، ولا يُساويهم أحدٌ في الفضل «وقد ثبت بقولِ رسولِ اللهِ أنهم خيرُ القرون، وأنَّ المُدَّ من أحدِهم إذا تصدَّق به كان أفضلُ من جبل أُحُد ذهبًا ممن بعدهم» أخرجه الشَّيخان وغيرهما من أحاديث عن أبي هريرة وابن مسعود وعمران بن حصين: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([1]) الحديث، و«القرون»: جمع قرن، والقرن: أهلُ زمانٍ واحد متقارب، اشتركوا في أمرٍ من الأمور المقصودة. ويُطلَقُ القَرنُ على المدَّة من الزَّمان.

ج- كثرةُ مُكفِّراتِ الذُّنوب لديهم؛ فإنَّهم يتوفر لهم من المكفِّرات ما لم يتوفر لغيرهم «فإذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه أو غُفِرَ له بفضل سابقته» أي: الأعمال الصالحة التي أسبقها قبله «أو بشفاعة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم الَّذي هم أحقُّ النَّاس بشفاعته أو ابتُلي ببلاءٍ في الدُّنيا كُفِّر به عنه» أي: امتُحن وأُصيب بمصيبة مُحي عنه ذلك الذَّنب بسببها، كما في الصَّحيح، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ ولا غمٍّ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَنٍ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» ([2])، والصَّحَابَة أولى النَّاس بذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2651)، ومسلم رقم (2535).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5641)، ومسلم رقم (2573).