قال: «فإذا كان
هذا في الذُّنوب المُحقَّقة» أي: الواقعة منهم فعلاً وأن لديهم رصيدًا من
الأعمال الصالحة التي تُكفِّرها «فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين؟!»
الاجتهاد: هو بذلُ الطَّاقةِ في معرفةِ الحكمِ الشرعي «إن أصابوا فلهم أجران،
وإن أخطئوا فلهم أجرٌ واحد، والخطأ مغفور» كما سبق بيانُ دليل ذلك قريبًا،
إذَنْ فما يصدرُ من الصَّحابيّ من خطأ على قِلَّته هو بين أمرين:
الأوَّل: أن يكونَ صدَرَ عن
اجتهادٍ؛ وهو فيه مأجور وخطؤه مغفور.
والثَّاني: أن يكونَ صدرَ عن
غيرِ اجتهاد، وعنده من الأعمالِ والفضائلِ والسَّوابق الخَيِّرة ما يُكفِّره
ويمحوه.
وقوله: «ثمَّ
القَدْرُ الَّذي يُنكر من فعل بعضهم» إلخ، هو كالتَّلخيصِ لما
سبق، وبيان فضائل الصَّحَابَة إجمالاً وهي:
1- الإِيمَان بالله
ورسوله، وهو أفضلُ الأعمال.
2- الجهادُ في سبيل الله؛
لإعلاء كلمة الله، وهو ذُروة سَنام الإِسْلام.
3- الهجرةُ في سبيل
الله، وهي من أفضل الأعمال.
4- النُّصرةُ لدينِ
الله، قال تَعالَى فيهم: ﴿وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾ [الحشر: 8].
5- العلمُ النَّافعُ
والعمل الصَّالح.
6- أنَّهم خيرُ الخلقِ بعد الأنبياء، فأُمَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم خير الأمم، كما قال تَعالَى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 110]، وخيرُ هذه