ولا غِنى عن الله تعالى
طَرْفَةَ عَينٍ.
ومَن
استَغنَى عن الله طَرْفَةَ عَينٍ، فقد كَفَر وصار من أَهلِ الحَيْنِ.
والله
يَغضَب ويَرضَى، لا كأحَدٍ من الوَرَى.
****
الله جل وعلا هو الغني الحميد، والخلق كلهم فقراء إلى الله، وما أحَدَ منهم
يمكن أن يستغني عن الله.
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15].
فلا أحد يمكن أن يستغني عن الله، ولو كان عنده مُلْكُ الدُّنيا، فالملوك
فقراء إلى الله، وكذلك الأغنياء، فلا أحد يستغني عن الله، لا المَلائكَة المقربون
ولا من دونهم من الخلق.
من زعم أنه في غنًى عن الله، وأنه مستغن عن الله، فقد كفر وخرج من الملة،
فالواجب على العبد أن يظهر لله ضعفه، ولا يعجبه ما هو فيه من القوة والصحة والغنى؛
لأن الأمور بيد الله عز وجل، فلا يمكن الاستغناء عن الله عز وجل.
من صفات الله عز وجل الفعلية: أنه يغضب ويرضى، قال سبحانه: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [التوبة: 100]؛
فالله يرضى عن عباده، قال تعالى: ﴿وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۚ﴾ [التوبة: 72].
وقال تعالى: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18].
الصفحة 1 / 224