ومن جملة السلف الصالح الذين كانوا على الاعتقاد الثابت عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، من جملتهم الأئمة الأربعة الإمام أبو حنيفة،
والإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، وغيرهم من الأئمة الذين قاموا
بالدفاع عن العقيدة وتحريرها، وبيانها وتعليمها للطلاب.
وكان أتباع الأئمة الأربعة يعتنون بهذه العقيدة، ويتدارسونها ويحفِّظونها
لتلاميذهم، وكتبوا فيها الكتب الكثيرة على منهج الكتاب والسنة، وما كان عليه
المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه والتابعون، وردوا العقائد الباطلة
والمنحرفة، وبينوا زيفها وباطلها، وكذلك أئمة الحديث: كإسحاق بن راهويه، والبخاري،
ومسلم والإمام ابن خزيمة، والإمام ابن قتيبة، ومن أئمة التفسير: كالإمام الطبري، والإمام
ابن كثير، والإمام البغوي، وغيرهم من أئمة التفسير.
وألَّفوا في هذا مؤلفاتٍ يسمونها بكتب السنة، مثل كتاب «السنة» لابن أبي
عاصم، وكتاب «السنة» لعبد الله بن أحمد بن حنبل، و«السنة» للخلال، و«الشريعة»
للآجري، وغير ذلك.
ومن جملة هؤلاء الأئمة الذين كتبوا في عقيدة السلف: الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأَزْدِي الطَّحاوي ([1])، من علماء القرن
([1])الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها، برز في علم الحديث والفقه وجمع وصنَّف، وكان ثقة ثَبْتًا فقيهًا عاقلاً لم يُخْلِف مثلَهُ، ومن نظر في تواليف هذا الإمام علم مَحِلَّه من العلم وسَعَة معارفه، توفي سنة (321هـ) رحمه الله تعالى. انظر: «سير أعلام النبلاء» (15/27-33).