الثالث بمصر، وسمي
بالطحاوي نسبة لبلدة في مصر، فكتب هذه العقيدة المختصرة النافعة المفيدة.
وكُتبت عليها شروح، حوالي سبعة شروح، ولكن لا تخلو من أخطاء؛ لأن الذين ألفوها
كانوا على منهج المتأخرين، فلم تَخْلُ شروحهم من ملاحظات ومخالفة لما في عقيدة
الطحاوي، إلا شرحًا واحدًا فيما نعلم، وهو شرح العز بن أبي العز رحمه الله ([1])، المشتَهِر بـ«شرح
الطحاوية»، وهذا من تلاميذ ابن كثير فيما يظهر، وقد ضمَّن شرحَه هذا منقولات من
كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن كتب ابن القيم، ومن كتب الأئمة، فهو شرح حافل، وكان
العلماء يعتمدون عليه ويعتنون به؛ لنقاوته وصحة معلوماته، فهو مرجع عظيم من مراجع
العقيدة.
والمؤلف - كما ذكر - ألف هذه العقيدة على مذهب أَهل السُّنة عمومًا، ومنهم
الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، فهو أقدم الأئمة الأربعة وأدرك التابعين
وروى عنهم.
وكذلك صاحباه أبو يوسف، ومحمد الشيباني، وأئمة المذهب الحنفي؛ ذكر عقيدتهم، وأنها موافقة لمذهب أَهل السُّنة والجمَاعة.
([1])هو الإمام العلامة صدر الدين أبو الحسن علي بن علاء الدين علي بن محمد بن أبي العز الحنفي الأذرعي الصالحي، نشأ رحمه الله في أسرة ذات نَباهة وذكر، وتتلمذ على الحافظ ابن كثير ونصر أقوال ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله جميعًا.