وكما كان بصفاته أَزَليًّا،
كذلك لا يزالُ عليها أَبَديًّا.
ليس
بعد خَلْقِ الخَلْقِ استفاد اسمَ «الخالق».
ولا
بِإِحدَاثِ البَرِيَّةِ استفاد اسمَ «الباري».
له
معنى الربوبيَّة ولا مربوبَ، ومعنى الخالق ولا مخلوقَ.
وكما
أنه مُحيِي الموتى بعدما أحيا، استحق هذا الاسمَ قبل إحيائهم، كذلك استحق اسمَ
الخالق قبل إنشائهم.
****
كما أنه موصوف بصفاته أزليًّا؛
يعني: لا بداية لذلك، كذلك صفاته تُلازِمُه سبحانه في المستقبل، فهو بصفاته أبديٌّ
لا نهاية له «أنت الآخر فلا بعدك شيء» باسمك وصفاتك، ولا يقال: إن هذه الصِّفات
تنقطع عنه في المستقبل، بل هي ملازمة له سبحانه وتعالى.
هذا توضيح وتكرار لما سبق.
من أسماء الله عز وجل: الباري، يعني: الخالق، بَرَى الخلق، يعني: خلقهم،
فهو الباري، وهذا الاسم ملازم لذاته ليس له بداية.
كذلك هو ربٌّ قبل أن توجد المربوبات، والرب معناه: المالك والمتصرف والمصلح
والسيد، وهذه الصِّفات لازمة لذاته، يوصف بالربوبية بلا بداية ولا نهاية، قبل وجود
المربوبات وبعد فناء المربوبات.
كما أنه سبحانه يُوصَف بكونه محيي الموتى في الأزل، وبأنه يحيي ويميت، ولا يكون هذا الوصف معدومًا حتَّى يكون أحيا الموتى، وإنما هذا له من القديم والأزل، وأما إحياء الموتى فهذا متجدد، أحيا ويحيي سبحانه إذا شاء.