فلابد من اعتقاد هذا، كما نشهد لله بالألوهية، كذلك نشهد للرسول صلى الله
عليه وسلم بالرسالة؛ ولذلك فالشهادتان دائمًا متلازمتان.
«وأن محمدًا» هذا اسمه المشهور به، وقد جاء في القرآن: ﴿مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ﴾ [الأحزاب: 40].
وفي قوله: ﴿وَءَامَنُواْ
بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ
سَئَِّاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ﴾ [محمد: 2].
وفي قوله تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ
وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ﴾ [الفتح: 29].
وجاء أحمد في القرآن في قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: ﴿يَٰبَنِيٓ
إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ
يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ
أَحۡمَدُۖ﴾ [الصف: 6].
وله أسماء جاءت في السنة، ذكرها ابن القيِّم في كتابه «جلاء الأفهام».
والتعرُّف على الرسول صلى الله عليه وسلم من واجبات الدين ومن أُصُول
الإِسْلام.
وقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في «ثلاثة الأصول»: « الأصل الأول: معرفة الله، والثاني:
معرفة نبيه، والثالث: معرفة دين الإسلام بالأدلة».
كما يجب عليك معرفة الله، كذلك يجب عليك معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم،
ومعرفة دين الإسلام بالأدلة. هذه أصول ثلاثة، وهي التي يُسأل عنها الميت إذا وضع
في قبره.
وقوله: «عبده» فهو عبد الله عز وجل، وليس له من الألوهية شيء،