وكل دعوى النبوة بعده فغيٌّ
وهوًى.
وهو
المبعوثُ إلى عامَّة الجِنِّ وكافَّةِ الورى بالحقِّ والهدى، وبالنور والضِّياء.
****
فلا يقال: حبيب الله؛ لأن هذا يصلح لكل مؤمن، فلا يكون للنبي صلى الله عليه
وسلم في هذا مِيزَة، أما الخُلَّة فلا أحد يلحقه فيها.
هذا سبق في معنى أنه خاتم النَّبيين، فكل دعوى للنبوة بعده فباطلة وكفر؛
لأنه لا يأتي بعد نبينا نبي، وعيسى لمَّا ينزل آخر الزمان فإنه لا يأتي على أنه
نبي ورسول أو يأتي بشريعة جديدة، إنما يأتي على أنه مجدد لدين رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ومتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحكم بالشريعة الإسلامية.
كذلك، هذا ما يجب اعتقاده في النَّبي صلى الله عليه وسلم، لا يكفي أن نعتقد
أنه رسول الله فقط، بل أنه رسول إلى النَّاس عامة، بل إلى الجن والإنس، قال
سبحانه: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [سبأ: 28].
وقال له: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158].
فرسالته إلى النَّاس عامة، وهذا من خصائصه، فهو رسول للناس عامة، ووجبت
طاعته على جميع الخلق، عربِهِم وعَجَمِهِم، وأسوَدِهِم وأبيَضِهِم، وإنسِهِم
وجِنِّهم، فكلُّ من بَلَغَتْهُ دعوة الرسول وجب أن يطيعه وأن يتَّبِعَه.
فمن أقر أنه رسول الله للعرب خاصة، كما يقوله طائفة من النصارى: إنه رسول الله للعرب خاصة، وينكرون نبوَّتَه لغيرهم،