فلابد للمسلم أن يعتقد أنه خاتم الأنبياء والمرسلين.
«وإمام الأتقياء» يعني: القدوة الوحيد للأتقياء الذين يتقون الله عز وجل:
﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ
وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ﴾ [الأحزاب: 21].
أما غير النَّبي صلى الله عليه وسلم فيُقتدَى به إن كان يقتدي بالنَّبي صلى
الله عليه وسلم، أما من خالف الرسول فلا يجوز الاقتداء به: ﴿قُلۡ إِن
كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ
لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31]؛ فلا طريق إلى الله إلا باتباع الرسول والاقتداء به.
«وسيد المرسلين» هو سيد ولد آدم، كما قال: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ» ([1])، أخبر الأمة
بذلك من باب الشكر لله عز وجل، ولتشكر الأمة ربها عز وجل على هذه النعمة: أنْ جعل
رسولَها سيِّدِ الرسل.
و«سيد» معناه: المقدَّم والإمام، فهو أفضل الرسل، وإمامهم ومقدَّمهم.
و«حبيب رب العالمين» هذه العبارة فيها مؤاخذة؛ لأنه لا يكفي قوله: حبيب، بل هو خليل رب العالمين؛ والخُلَّة أفضل من مطلق المحبة؛ فالمحبة درجات، أعلاها الخلة، وهي خالص المحبة، ولم تحصل هذه المرتبة إلا لاثنين من الخلق إبراهيم: ﴿وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا﴾ [النساء: 125]، ونبينا، فقد أخبر بذلك فقال: «إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً» ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (2278).