×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

فدين محمد باقٍ إلى قيام الساعة لا يُبدَّل ولا يُنسَخ ولا يغيَّر؛ لأن الله سبحانه جعله صالحًا لكل زمان ولكل مكان، أما شرائع الأنبياء السابقين فتكون مؤقتةً لأممهم في فترة من الفترات، ثم ينسخ الله تلك الشريعة بشريعة أخرى تتناسب مع الأمة الأخرى ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ [المائدة: 48]، كما قال تعالى: ﴿لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ [الرعد: 38] أي: لكل كتاب أجل.

فدين الإسلام كامل لا يحتاج بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلى رسول، والعلماء ورثة الأنبياء، فمن اعتقد أنه يأتي بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي فهو كافر بالله خارج من الملة.

وقد أخبر النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي كَذَبة يدَّعون النبوةَ من بعده، قال: «وَسَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ الأَْنْبِيَاءِ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([1]).

فمن ادعى النبوة أو ادُّعيت له النبوة ومَن اتبعهم، فكلهم كَفَرة، وقد قاتلهم المُسْلمون وكفَّروهم.

وآخر من ادعى النبوة في الوقت الحاضر: القادياني الباكستاني الذي ادَّعى النبوة له أتباعه القاديانية، ويُسَمَّون بالأحمدية نسبة إلى اسمه؛ لأن اسمه أحمد القادياني، وقد كفَّره العلماء وطردوه من البلاد الإسلامية، وكفَّروا أتباعه؛ لأن هذا تكذيب لله ولرسوله، وتكفيرهم بإجماع المُسْلمين، لم يخالف في هذا أحد.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4252)، وأحمد رقم (22395)، والحاكم رقم (8390).