وأنه
خاتَمُ الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيِّد المرسلين وحبيب رب العالمين.
****
و«المجتبى» بمعنى المصطفى.
والنَّبي: من أوحى إليه الله بشرع ولم يُؤمر بتبليغه.
والرسول: من أوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه.
وهذا أشهر ما قيل في الفرق بين النَّبي والرسول، ومعنى: أُمِر بتبليغه، أي:
أُمِر بإلزام النَّاس وأن يقاتلهم على ما جاء به.
وكذلك النَّبي، يُوحى إليه ويدعو إلى الله عز وجل، ولكن يتبع مَن قبله من
الأنبياء ويمشي على طريق من قبله، ولا ينفرد بشريعة خاصة، مثل أنبياء بني إسرائيل،
جاءوا بالتوراة ودعوا إلى التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام.
و«المرتضى» بمعنى المجتبى والمصطفى، فالمرتضى بمعنى: أن الله ارتضاه.
هذه من صفاته صلى الله عليه وسلم.
«خاتم الأنبياء»، ومعنى «خاتم» الذي لا يأتي بعده نبي، وختام الشيء هو: الذي يُجعَل عليه حتَّى لا يزاد عليه ولا ينقص منه؛ فالله ختم الرسالات بمحمد صلى الله عليه وسلم، قال جل في علاه: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزاب: 40]؛ فلا حاجة لمجيء نبيٍّ بعده؛ لأن القرآن موجود، والسنة النبوية موجودة، والعلماء الربانيون موجودون، يدعون إلى الله ويبصرون النَّاس.