وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الأنبياء، وسماه الله عبدًا في
قوله: ﴿وَإِن
كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا﴾ [البقرة: 23] يعني:
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ
ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ﴾ [الفرقان: 1].
﴿سُبۡحَٰنَ
ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ﴾ [الإسراء: 1].
ومقام العبودية هو أعلى المقامات، ولا شيءَ أشرفُ من العبودية لله عز وجل.
قال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا
أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، وَلَكِنْ
قُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»([1]).
ومعنى المصطفى: المختار، من الاصطفاء، وهو الاختيار، قال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرۡ
عِبَٰدَنَآ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ أُوْلِي ٱلۡأَيۡدِي وَٱلۡأَبۡصَٰرِ
٤٥إِنَّآ أَخۡلَصۡنَٰهُم بِخَالِصَةٖ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ ٤٦وَإِنَّهُمۡ عِندَنَا
لَمِنَ ٱلۡمُصۡطَفَيۡنَ ٱلۡأَخۡيَارِ ٤٧﴾ [ص: 45، 47] المصطفَيْن: جمع مصطفًى، وهو المختار، أصله
مصتفى، ثم أُبدلت التاء طاءً فصارت مصطفى؛ ليسهل النطق بها.
فالمصطفى هو المختار؛ لأن الله سبحانه اختار محمدًا للرسالة من بين قومه، والله أعلم حيث يجعل رسالته، فلا يختار إلا من يعلم أنه يستحق الاختيار، وأنه يقوم بالمهمة؛ لأن هذه المهمة صعبة وعظيمة، فلا يختار الله إلا من هو لها أهل، قال سبحانه: ﴿ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ﴾ [الأنعام: 124].
([1])أخرجه: البخاري رقم (3445).