كما نطق به كتاب ربنا: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ
نَّاضِرَةٌ ٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ ٢٣﴾
[القيامة: 22- 23]
وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعلمه.
****
فكيف بالمخلوق المكوَّن من لحم ودم وعظام؟! فهو لا يستطيع رؤية الله في
الدُّنيا.
وسؤال موسى رؤية الله دليل على جواز الرؤية وإمكانها؛ لأن موسى لا يسأل ربه
شيئًا لا يجوز، إنما سأله شيئًا يجوز، ولكن لا يكون هذا في الدُّنيا، فالله سبحانه
قال: ﴿لَن
تَرَىٰنِي﴾ [الأعراف: 143] ولم يقل: إني لا أرى.
فالله يُرى في الآخرة ([1])، وأولى
النَّاس بهذه الرؤية الأنبياء.
وقوله: «ولا كيفية» أي: لا يقال: كيف يرون الله؟ لأن هذا كسائر صفات الله
عز وجل لا نعرف كيفيَّتَها؛ فنحن نؤمن به ونعرف معناها ونثبتها، ولكن الكيفية
مجهولة ولا نعرفها، فالله أعلم بها سبحانه.
هذا صريح أنه نظر إلى الله بالأبصار حيث عُدِّي بـ«إلى»، فمعناه الرؤية
بالأبصار، قالت المُعتزلَة: ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا﴾ [القيامة: 23] «إلًى»
جمع بمعنى: نِعَم. أي إلى نِعَم ربها ناظرة، وهذا تخريف يضحك منه العقلاء، لأن
الحرف لا يحوَّل إلى جمع.
أي: تفسير ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ﴾ [القيامة: 23] أي: على ما أراده الله جل وعلا، وهو المعاينة بالأبصار، لا على ما أراده المبتدعة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (4878)، ومسلم رقم (180).
الصفحة 7 / 224