والمِعراجُ
حقٌّ، وقد أُسرِيَ بالنَّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
****
المخلوقات كلها، فهذا حق ونفيه
باطل، ولعل قصد المؤلف بالجهات الست، أي: الجهات المخلوقة؛ لا جهة العلو لأنه
مُثبِتٌ للعلو رحمه الله، ومُثبِتٌ للاستواء.
معنى الإسراء هو السير ليلاً، فقد أُسري بالنَّبي صلى الله عليه وسلم من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة.
أسرى به جبريل بأمر من الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ
بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا﴾ [الإسراء: 1].
وهذا من معجزاته؛ لأن هذه المسافة كانت تُقطَع في شهر أو أكثر، وقَطَعها
النَّبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة.
وأما المعراج: فهو آلة الصعود، وعرج يعني: صعد ﴿تَعْرُجُ
الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 4]؛ يعني: تصعد، فالعروج معناه: الصعود، والمعراج
آلة الصعود التي يصعد بها.
وكلاهما ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم ([1]).
فالإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأما المعراج فمن الأرض إلى السماء، وكل هذا حصل في ليلة واحدة، أُسرِي به إلى بيت المقدس وصلى فيه بالأنبياء، ثم عُرِجَ به إلى السماء وجاوز السَّبْعَ الطِّباقِ، وأراه الله من آياته ما أراه من آياته الكبرى، ثم نزل إلى
الصفحة 1 / 224