وعُرِجَ بشَخصِهِ في
اليَقَظَة إلى السماء.
ثم
إلى حيث شاء الله من العُلا. وأَكرَمَه الله بما شاء.
****
الأرض، ثم جاء به جبريل إلى المكان
الذي أُسري به منه في ليلة واحدة.
فالإسراء مذكور في سورة الإسراء، والمعراج مذكور في سورة النجم: ﴿وَٱلنَّجۡمِ
إِذَا هَوَىٰ ١مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ ٢وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ
٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ٥﴾ [النجم: 1، 5].
يعني: جبريل ﴿ذُو
مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ ٦وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٧﴾ [النجم: 6، 7] هذا العروج، ﴿ثُمَّ دَنَا﴾ [النجم: 8]. من ربه
سبحانه وتعالى أو أن جبريل دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ثُمَّ
دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ
مَآ أَوۡحَىٰ ١٠﴾ [النجم: 1، 10].
فالإسراء والمعراج حق، ومن أنكَرَهُما واستَبعدَهُما فهو كافر بالله عز وجل،
ومن تأوَّلَهُما فهو ضالٌّ، ولم ينكره إلا المشركون، فمن يقول: أُسري بروحه دون
جسده، أو كان ذلك منامًا لا يقظة، فهذا ضلال؛ لأن الله قال: ﴿أَسۡرَىٰ
بِعَبۡدِهِۦ﴾ [الإسراء: 1].
والعبد اسم للروح والبدن، لا يقال للروح إنها عبد، وكان الإسراء في حال
اليَقَظَة ولم يكن منامًا؛ لأن المنام ليس فيه عبرة، كل النَّاس يرون الرؤيا ويرون
عجائِبَ، وليست خاصَّةً بالنَّبي صلى الله عليه وسلم.
«عُرِجَ بشَخصِهِ»، ردٌّ على الذين يقولون: عُرِجَ بروحه، بل عرج بشخصه،
والشخص اسم للروح والجسم، والله يقول: ﴿أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ﴾ [الإسراء: 1].
هذا المعراج إلى السماء.