وأوحى إليه ما أوحى﴿مَا
كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ﴾ [النجم: 11].
فصلى
الله عليه وسلم في الآخرة والأولى.
****
أوحى الله إليه بذلك المكان ما
أوحى، وكلَّمه الله سبحانه ولم يَرَ اللهَ؛ لأن الله لا يُرى في الدُّنيا.
هذا المعراج المذكور في سورة النجم.
هذا من حقوقه صلى الله عليه وسلم: أن يصلَّى عليه ويسلَّمَ عند ذكره ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
ولما أصبح النَّبي صلى الله عليه وسلم في مكة وأخبر المشركين بهذه الحادثة
اشتَدَّ كُفْرُهم وتَكذيبُهُم بهذه المناسبة؛ من أجل أن يُشَوِّهوا الرسول صلى
الله عليه وسلم.
ويقولون: نحن نمشي إلى فِلَسْطِينَ مُدَّةَ شهر فأكثر، وهو يقول: في ليلة
واحدة! فارتدَّ بعضُ ضِعاف الإيمان بسبب هذه الحادثة، وأما أهل الإيمان الصحيح
فثَبَتُوا وصَدَّقوا.
ولهذا لما قالوا لأبي بكر رضي الله عنه: «أما ترى صاحبك كيف يقول؟
قال: وماذا يقول؟ قالوا: إنه يقول: إنه ذهب إلى بيت المقدس وجاء في ليلة واحدة،
قال: فإن كان قاله فهو كما قال». لأنه لا ينطق عن الهوى.
وقال: «أنا أصدقه بخبر السماء - أي: الوحي - أفلا أصدقه في هذا؟!». هذا هو الإيمان الثابت الراسخ الذي لا يتزعزع.
الصفحة 3 / 224