×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

والشفاعة التي ادَّخرها لهم حقٌّ، كما رُوِي في الأخبار.

****

 ويُمنع من وُرودِهِ أهلُ البدع المضِلَّة المخالفون لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كفروا وارتدوا على أعقابهم، تاركين السنة، وذاهبين بأهوائهم وآرائهم المذاهب المنحرفة، هؤلاء يُمنَعون من حوض النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم بدَّلوا وغيَّروا من هدي النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا يَرِدُهُ إلا من كان متَّبِعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً واعتقادًا.

وبعض العلماء يرى أن الكوثر المذكور في قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ [الكوثر: 1] هو الحوض، وبعض العلماء يرى أن معنى الكوثر: الخير الكثير، ولا شك أن الحوض يدخل في هذا الخير الكثير؛ لأنه خير لهذه الأمة؛ فهذا هو حوض النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ فيجب الإيمان به واعتقاده، وأن يتمسك الإِنسَان بالسنة، حتَّى يَرِدَ هذا الحوض، ولا يُرَدَّ عنه يوم القيامة.

الشفاعة أيضًا من مسائل العقيدة المهمة ([1])؛ لأنه قد ضلَّ في إثباتها أناس، وغَلاَ في إثباتها أناس، وتوسَّط فيها أناس.

·        فالشفاعة يومَ القيامة النَّاس فيها على ثلاثة أقسام:

قوم غَلَوا في إثباتها حتَّى طلبوها من الأموات ومن القبور ومن الأصنام والأشجار والأحجار: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18].

﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3].


الشرح

([1])حديث الشفاعة أخرجه: البخاري: رقم (3340)، ومسلم رقم (193).