وطائفة غَلَت في نفي الشفاعة كالمُعتزلَة والخوارج، فإنهم نَفَوا الشفاعة
في أهل الكبائر، وخالفوا ما تواترت به الأدلة من الكتاب والسنة في إثبات الشفاعة.
وأَهل السُّنة والجمَاعة توسطوا فأثبتوا الشفاعة على الوجه الذي ذكره الله
ورسوله، وآمنوا بها من غير إفراطٍ ولا تفريطٍ.
والشفاعة في اللغة: مأخوذة من الشَّفْعِ، وهو ضد الوِتْرُ، فالوتر: هو الفرد
الواحد، والشفع: هو أكثر من واحد، اثنين أو أربعة أو ستة، وهو ما يسمى بالعدد
الزوجي.
وشرعًا: الوَساطَةُ في قضاء الحاجات، وَساطَةٌ بين مَن عنده الحاجة وصاحب الحاجة،
وهي على قسمين: شفاعة عند الله، وشفاعة عند الخلق.
· فالشفاعة عند الخلق على قسمين:
شفاعة حسنة: وهي في الأمور الحسنة النافعة المباحة، تتوسط عند مَن عنده حاجات النَّاس من أجل أن يقضيَها لهم، قال سبحانه: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ﴾ [النساء: 85]. وقال صلى الله عليه وسلم: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ» ([1]). هذه شفاعة حسنة وفيها أجر؛ لأن فيها نفعًا للمُسْلمين في قضاء حاجاتهم وحصولهم على مطلوبهم الذي فيه نفع لهم، وليس فيها تعدٍّ على أحد أو ظلمٌ لأحد.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1432)، ومسلم رقم (2627).