×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وعلى العبد أن يعلَمَ أن الله قد سَبَقَ عِلمُهُ في كلِّ كائِنٍ من خَلقِهِ.

فقدَّر ذلك تقديرًا مُحكَمًا مُبْرَمًا.

****

 ضرر، فالله يعلم وأنت لا تعلم، عليك أن ترضى بقضاء الله وقدره.

وفي القرآن الكريم يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [التوبة: 51].

ويقول ردًّا على الكفَّار لما قالوا في شأن الذين قُتِلوا في يوم أحد: ﴿لَّوۡ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ [آل عمران: 156]، قال عز وجل: ﴿قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ [آل عمران: 154].

فما كُتِب على الإِنسَان لابد من نَفَاذِهِ فيه، ولو تحرَّز وتحصَّن وعمل من الاحتياطات ما عمل، لم يمنعه ذلك من قضاء الله وقدره، قال تعالى: ﴿أَيۡنَمَا تَكُونُواْ يُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ [النساء: 78].

هذه هي المرتبة الأولى من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر: على العبد أن يؤمن ويعتقد أن الله علم ما كان وما لم يكن بعلمه الأزلي، الذي هو موصوف به أبدًا وأزلاً، علم الأشياء كلَّها بعلمه المحيطِ قبل وقوعها، فلابد من اعتقاد ذلك.

عَلِمَهُ سبحانه وتعالى وقدَّره، ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا [الفرقان: 2].

فالأمور ليست فوضى أو ليست لها ضوابط، كلها مرتَّبة ومنضبطة بقضاء الله وقدره وكتابته، والله منزه عن الفوضى والعبث.


الشرح