×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

جَفَّ القلم بما هو كائِنٌ إلى يوم القيامة، وما أخطأ العَبْدَ لم يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وما أصابه لم يَكُنْ لِيُخطِئَهُ.

****

فلا تغيير ولا تبديل لما كتبه الله جلا وعلا في اللوح المحفوظ.

هذا معنى الإيمان بالقضاء والقدر، أن تعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتبه الله عليك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

فإذا أصابتك مصيبة مما تكره فإنك تعلم أن هذا مكتوب في اللوح المحفوظ ولابد أن يقع، فتتسلَّى بذلك عن الجَزَع والسُّخْطِ، وتؤمن بالله عز وجل.

وما أخطأك لم يكن ليصيبك، لو حَرَصْتَ على طلب شيء وبَذَلْتَ كل وُسعِكَ وجُهدَك فلن تحصُلَ عليه، فإذا فعلْتَ السبب وبذلْتَ كل شيء ولم تحصل عليه، فإنك تسلِّم وتؤمن بالقضاء والقدر، ولا تنزعج ويكون عندك هواجس وهموم؛ فالنَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجِز، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، لكَانَ كَذَا وَكَذَا، ولَكِنْ قُلْ:، قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ «لَوْ» تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» ([1]).

إذا علمت هذا هان عليك الأمر، ولا يحصل منك جَزَع، ولا تحسُّر، الأمور بيده سبحانه، نعم أنت تفعل الأسباب وتحرص على ما ينفعك، ولكن النتائج من لدن الله عز وجل، وما تدري ما الخِيَرَة؟ فلا يعطيك الله عز وجل ذلك الشيء؛ لأنك لو حصلت عليه يكون عليك منه


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).