×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

فلو اجتمع الخَلْقُ كلُّهم على شيء كَتَبه الله تعالى فيه أنه كائِنٌ لِيَجعَلُوه غَيْرَ كائِنٍ - لم يَقدِروا عليه، ولو اجتمعوا كلُّهم على شيء لم يكتُبْه الله تعالى فيه لِيَجعَلُوه كائِنًا - لم يَقدِروا عليه.

****

المحفوظ، وذلك أن الله خلق الخلق، وأول ما خلق القلم، فَقَالَ له: «اكْتُبْ، فَقَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، فجرى القلم بأمر الله بكتابة ما هو كائن إلى يوم القيامة، كما جاء في الحديث ([1]).

ولا يعلم كيفية اللوح والقلم إلا الله، وهما مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل، نؤمن بذلك، ولذلك قال المؤلف: «نؤمن باللوح والقلم وبما فيه قد رُقِمَ»؛ يعني: اللوح المحفوظ والكتابة فيه.

وهذه هي المرتبة الثانية من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر، وهي: الإيمان بالكتابة في اللوح المحفوظ.

الكتابة التي كتبها الله تعالى في اللوح المحفوظ لا يقدر أحد على تغييرها، فلو اجتمع الخلق على أن يغيِّروا شيئًا كتبه الله لَمَا استطاعوا، ولو اجتمعوا على أن يُوجِدوا شيئًا لم يكتُبْه الله في اللوح المحفوظ لم يُوجِدوه.

كما جاء ذلك في حديث ابن عباس لمَّا قال له النَّبي صلى الله عليه وسلم: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلْقَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الأَْقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2521)، وأحمد رقم (2669)، والحاكم رقم (6302).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2664).