فإنكار العلم المَوجُودِ
كُفْرٌ، وادِّعاءُ العلم المَفقُودِ كُفْرٌ.
ولا
يَثبُتُ الإيمانُ إلا بقَبُولِ العلم المَوجُودِ، وتَرْكِ طَلَبِ العلم
المَفقُودِ.
ونؤمن
باللَّوحِ والقَلَمِ وبجميع ما فيه قد رُقِمَ.
****
وذلك بما أنزل الله من الكتاب، وما
أرسل به الرسول ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ
ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ﴾ [البقر: 129] الكتاب:
القرآن، والحكمة: السنة، وقيل: الفقه في دين الله؛ فالله علَّمَنا والرسول([1]) علَّمَنا ﴿وَيُعَلِّمُكُم
مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 151].
إنكار العلم الشرعي وما فيه من الأمر والنهي والإخبار عن الماضي والمستقبل،
إنكاره كفر.
وادعاء علم الغيب كفر: ﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ﴾ [النمل: 65].
وأكمل الخلق صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ
لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ﴾ [الأعراف: 188]؛ فالنَّبي صلى الله عليه وسلم لا
يعلم الغيب إلا ما علمه الله، ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ
مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ﴾ [البقرة: 255].
لا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وهو علم الكتاب والسنة، وترك علم
الغيب لله، ﴿فَقُلۡ
إِنَّمَا ٱلۡغَيۡبُ لِلَّهِ﴾ [يونس: 20].
هذا تابع لما سبق من الكلام عن القضاء والقدر، وقد سبق أن من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر: الإيمان بما كُتب في اللوح المحفوظ، وأن الله لما علم كل شيء كتب ذلك في اللوح
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22757).