ومَن رَدَّ حُكْمَ الكتاب
كان من الكافرين.
فهذا
جُملَةُ ما يُحتَاجُ إليه مَن هو مُنَوَّرٌ قَلبُهُ من أولياء الله تعالى.
وهي درجة
الرَّاسِخِين في العلم.
لأن العلم علمان: علم في الخَلْقِ مَوجُودٌ، وعلم
في الخَلْقِ مَفقُودٌ.
****
فمن رد حكم الكتاب والسنة، واعترض على ذلك، وذهب إلى العقل والتفكير صار من
الكافرين؛ لأن الإيمان بالكتاب والسنة هما ركنان من أركان الإيمان.
أي: يحتاجه في أمور القضاء والقدر، فأنت تؤمن بالقدر ومراتبه الأربع؛ تؤمن
بتفاصيلها التي جاءت في الكتاب والسنة، ولا تدخل في المناقشات والاعتراضات، بل
تعمل العمل الصالح والأسباب المناسبة.
الراسخون، يعني: الثابتين في العلم، الذين عندهم علم راسخ، وليس عندهم شكوك
ولا جهل، فهم يؤمنون بالقضاء والقدر، ويعملون الأعمال الصالحة، ويتركون الأعمال
السيئة، ولا يتدخلون مع الله في سِرٍّ من أسراره، ولا يناقشونه ويعترضون عليه، هذا
شأن الراسخين في العلم، وأما الجُهَّال فيدخلون في ضلالات وأمور ابتدعوها.
العلم علمان:
علم استأثر به الله، فلا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى، وهو علم الغيب.
وعلم في الخلق موجود، علَّمهم الله إياه، وهو ما لهم فيه مصلحة