ونهاهُم عن مَرامِهِ.
كما قال تعالى في
كتابه: ﴿لَا يُسَۡٔلُ
عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسَۡٔلُونَ﴾ [الأنبياء: 23].
فمن سأل: لِمَ
فعل؟ فقد رَدَّ حُكْمَ الكتاب.
****
عن مرام القدر أن يبحثوا فيه، والنَّبي صلى الله عليه وسلم غضب لما رأى
الصَّحابة يتساءلون في هذا فقال: «أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ ! أَمْ لِهَذَا
خُلِقْتُمْ؟!» ([1]).
أنت لا تسأل الله ولا تناقشه عن أفعاله وعن قضائه وقدره، تأدَّبْ مع الله؛
لأنك عبد، فلا تتدخل في شئونه جل وعلا، فالله لا يُسأل عما يفعل؛ لأن الله لا يفعل
شيئًا إلا لحكمة، والحكمة قد تظهر وقد تخفى علينا، فنؤمن بأن الله لا يفعل شيئًا
عبثًا؛ إنما يفعله لحكمة، سواء ظهرت لنا أو لم تظهر.
فالإِنسَان مسئول عن عمله، ليس مسئولاً عن أعمال الله عز وجل؛ فاعتَنِ بما
أنت مسئول عنه يوم القيامة، وهو عملك، فعلى العبد التسليم لله.
أي قال: لم فعل الله كذا؟ لم قدَّر الله كذا وكذا؟ فمن قال هذا، فقد رد حكم الكتاب؛ لأن الله يقول: ﴿لَا يُسَۡٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ﴾ [الأنبياء: 23].
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (85)، وأحمد رقم (6668)، والطبراني في «الكبير» رقم (5442).