×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

أما من كذَّب ببعض الأحاديث الصحيحة فهو كافر، فلو رَدَّ حديثًا في البخاري، والحديث صحيح، وقال: أنا لا أومن بهذا الحديث ولا أصدقه؛ لأنه يخالف العلم الحديث، فسبحان الله! كلام النَّبي صلى الله عليه وسلم يُتَّهم، وكلام البشر لا يُتَّهم؟

أيضًا العلم الحديث قد لا يخالف الأحاديث الصحيحة، والحمد لله.

فمثلاً: ورد في حديث الذباب الذي ينكره هؤلاء أن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر دواءً، والطب يُقِرُّ بهذا أن السم يعالج بضده، وبما يناقضه، والذباب فيه النقيضان، فإنه إذا وقع في الماء فإنه يرفع الجناح الذي فيه الدواء، ويُغمَس الجناح الذي فيه السُّمُّ، فالنَّبي صلى الله عليه وسلم أمر بغَمْسِه بجناحه الذي فيه الدواء ([1])، فيغالِبُ السُّمَّ، فهذا يُقِرُّه الطِّب ولا يرده، ولكنه لمَّا خالف أَذوَاقَ هؤلاء الجُهَّال صاروا يتكلمون بهذا الكلام، وهذا كفر والعياذ بالله.

ولهم مقالات شَنِيعة نحو السنة، يردُّونها ويُشَكِّكون فيها، ويقولون إن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ» ([2])، يقولون هذا وهم يدَّعون أنهم دعاة للإسلام، وهذا موقفهم من سنة النَّبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء الجهال يقولون: هذه من أمور الدُّنيا، والنَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ» فمعناه: أنهم يُجهِّلون النَّبي صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2363).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6502).