×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ما داموا بما جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم مُعتَرِفِين، وله بكُلِّ ما قاله وأخبر مصدِّقِين.

****

هذا مذهب المرجئة، وهو مذهب ضال.

فهم مع الخوارج على طَرَفَيْ نَقِيضٍ؛ قوم تشددوا؛ وهم الخوارج، وقوم ذابوا ومَاعُوا وقالوا: إن هذه المعاصي لا تضر؛ وهم المرجئة.

وأما أَهل السُّنة والجمَاعة فتوسطوا، ومذهبهم مأخوذ من الكتاب والسنة، وهو العدل، وفيه الجمع بين الأدلة.

أما الخوارج والمُعتزلَة فأخذوا نصوص الوعيد وتركوا نصوص الوعد.

وأما المرجئة فأخذوا بنصوص الوعد وتركوا نصوص الوعيد.

لكن أَهل السُّنة والجمَاعة أخذوا بنصوص الوعد وبنصوص الوعيد، وجمعوا بينها، وهذا الحق: ﴿وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ [آل عمران: 7] فيردُّون هذا إلى هذا، ولا يأخذون بطَرَفٍ ويتركون الطرف الآخر كما هو مذهب أهل الزيغ: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ [آل عمران: 7] يأخذون بالمتشابه ويتركون المحكم الذي يفسر المتشابه.

وقول المصنف: «مسلمين مؤمنين» ليس على إطلاقه؛ لأنهم قد يكونون ناقصين في الإسلام والإيمان، ومُتَوَعَّدِين من الله عز وجل.

أما لو جحدوا شيئًا مما جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم ولم يعترفوا، صاروا كفارًا، ولو آمنوا ببعض ما جاء به، فإن جحدوا بعضَه فهم كافرون بجميع ما جاء به، فالواجب الإيمان به كله، سواء وافق أهواءنا أو خالفها؛ لأنه حق.


الشرح