هذه الآيات تدل على زيادة الإيمان والنقص، كما في قوله صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1])؛ فدل على أن
الإيمان ينقص.
وفي رواية: «وَلَيْسَ وَرَاءَ
ذَلِكَ مِنْ الإِْيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([2])؛ دل على أن
الإيمان ينقص حتَّى يكون على وزن حبة خردل.
وكما في الحديث الصحيح: «أَخْرِجُوا
مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ» ([3]).
فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص
بالعصيان، هذا تعريفه الصحيح المأخوذ من الكتاب والسنة.
فليس كما تقوله الحنفية: قول باللسان واعتقاد بالجنان فقط.
وليس كما تقوله الكرامية: قول باللسان فقط.
وليس كما تقوله الأشاعرة: اعتقاد القلب فقط.
وليس كما تقوله الجهمية: هو المعرفة بالقلب فقط.
فالمرجئة أربع طوائف، أبعدها الجهمية، وعلى قولهم يكون فرعون مؤمنًا؛ لأنه عارف، وإبليس يكون مؤمنًا؛ لأنه عارف بقلبه.
([1])أخرجه: مسلم رقم (50).