وجميعُ
ما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشَّرعِ والبَيانِ كلُّه حقٌّ.
****
وعلى قول الأشاعرة: إنه التصديق بالقلب، يكون أبو لهب وأبو طالب وأبو جهل
وسائر المشركين يكونون مؤمنين؛ لأنهم موقنون بقلوبهم ومصدِّقون، يصدِّقون النَّبي
صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، ولكن منعهم الكِبْرُ والحسد من اتِّباعه صلى الله
عليه وسلم.
واليهود يعترفون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، ولكن الحسد
والكبر: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ﴾ [البقرة: 146].
وقال في المشركين: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ
لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ
بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33]، فمعنى ﴿لَا
يُكَذِّبُونَكَ﴾ [الأنعام: 33]، أي: أنهم يصدقونك.
وأبو طالب يقول:
ولقد
علمت أن دينَ محمد |
|
من
خير أديان البَرِيَّةِ دينَا |
لولا
المَلامَةُ أو حِذَارُ مَسَبَّةٍ |
|
لَرَأيتَنِي
سَمحًا بذاك مُبينَا |
هذا كلام طيب، كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق، بخلاف من يقولون: إن ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى متواتر وآحاد، فلا يأخذون إلا بالمتواتر، ويقولون: أحاديث الآحاد لا تفيد العلم، ولا تفيد اليقين، ولا يُستَدَلُّ بها في العقيدة، وهذا باطل، فكل ما صح عن النَّبي صلى الله عليه وسلم متواترًا أو آحادًا فإنه يفيد العلم، وتبنى عليه العقيدة؛ لأنه صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾ [الحشر: 7].