×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

والتَّفاضُلُ بينهم بالخَشيَةِ والتُّقَى، ومُخالَفَةِ الهَوَى، ومُلازَمَةِ الأَوْلَى.

والمؤمنون كلُّهم أَولِيَاءُ الرَّحمَن، وأَكرَمُهُم عند الله أَطوَعُهُم وأَتبَعُهُم للقرآن.

****

كذلك من ناحية العمل: النَّاس يتفاضلون في العمل، منهم كما قال الله عز وجل: ﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ [فاطر: 32] هذا العاصي الذي معصيته دون الشِّرك؛ فإنه ظالم لنفسه؛ لأنه مُعَرِّض نفس للخطر ﴿وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ [فاطر: 32] وهو الذي يعمل الواجبات ويتجنب المحرمات، ﴿وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [فاطر: 32] وهذا هو الذي يعمل الواجبات والمستحبات، ويترك المحرمات والمكروهات وبعض المباحات من باب الاحتياط.

فالأمة ليست سواء، فصارت ثلاث طوائف، فمنها الظالم لنفسه، ومنها المقتصد، ومنها السابق بالخيرات، فدل على أن الإيمان متفاضل.

هذا لا يكفي؛ لأن معناه إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان، وأنه إذا صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان، والنَّاس لا يتفاضلون في ذلك. وهذا خطأ كبير؛ لأن التفاضل يحصل بما ذكره وبالأعمال الصالحة.

هذا حق، فالمؤمنون كلهم أولياء الله، يعني: أحبابه، فالله يحب المؤمنين ويحب المتقين ويحب المحسنين ويحب التوابين ويحب المتطهرين، كما أنه يبغض الكافرين ويبغض الفاسقين، فالله يحب ويبغض على الأعمال.


الشرح