×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

كل هذه الاعتبارات تدل على أن الذنب كبيرة، ولكنها دون الشِّرك، فصاحبها لا يخرج من الإيمان، وإنما يكون مؤمنًا ناقص الإيمان، أو يسمى فاسقًا، هذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة، لا يكفرون بالكبائر التي دون الشِّرك، ولكن لا يمنحون صاحبها اسم الإيمان المطلق، ولكن يمنحونه إيمانًا مقيدًا؛ فيقال: مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.

فلا يقال: هو مؤمن كامل الإيمان، كما تقوله المرجئة، ولا يقال: هو خارج من الإسلام، كما تقوله الخوارج والمُعتزلَة.

إذن؛ فالنَّاس في صاحب الكبيرة التي هي دون الشِّرك ثلاثُ طوائفَ:

الخوارج والمُعتزلَة: أخرجوه من الإسلام، لكن الخوارج أدخلوه في الكفر، والمُعتزلَة لم يدخلوه، وقالوا: هو في منزلة بين المنزلتين، ولكنهم أخرجوه من الإسلام.

المرجئة قالوا: هو مؤمن كامل الإيمان، طالما أنه يعتقد في قلبه الإيمان عند جمهورهم وينطق بلسانه عند بعضهم، فإنه مؤمن كامل الإيمان، ولا تنقص هذه المعاصي من إيمانه، وإن كانت كبائر، وهذا ضلال أيضًا.

أما القول الحق فهو مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة: أن صاحب الكبيرة دون الشِّرك مؤمن وليس بكافر، لكنه ناقص الإيمان؛ فهذا يجب معرفته، ويجب أن ترسِّخَه في عقلك، فأهل الشرِّ زاد شرهم في هذا الوقت، وصاروا يُظهِرون مذهب الإرجاء ليروِّجوه على النَّاس، وليستروا على أنفسهم ما هم فيه من الضلال.

فهذا معرفته من أوجب الواجبات على طالب العلم اليوم.


الشرح