×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ثم يُخرِجهم منها برَحمَتِه وشَفاعَةِ الشَّافِعين من أَهلِ طَاعَتِه.

ثم يَبعَثُهم إلى جنَّتِه.

وذلك بأن الله تعالى تولَّى أهلَ مَعرِفَتِه، ولم يَجعَلْهم في الدَّارَين كأهلِ نُكْرَتِهِ، الذين خابوا من هِدايَتِه، ولم يَنالُوا من وِلايَتِه.

****

 ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [سورة ص: 28].

هذا استنكار من الله عز وجل: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21].

كما صحت بذلك الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن عُصَاةَ الموحِّدين يخرجون من النَّار ([1])، إما بفضل الله تعالى، وإما بشفاعة الشافعين بإذن الله تعالى، والشفاعة حق، ولكن لا تكون إلا بإذن الله، وأن يكون المشفوع فيه من أهل التَّوحيد، لا من الكافرين ولا من المشركين ولا من المنافقين.

بعد إخراجهم من النَّار، ورد أنهم يخرجون من النَّار كالفحم محترقين، ثم يُلْقَوْن في نهر يسمى: نهر الحياة، فتنبت أجسامهم ولحومهم، ثم بعد ذلك إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذن لهم في دخول الجنَّة، فيدخلون في الجنَّة ([2]).

قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [الجاثية: 21].


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5060)، ومسلم رقم (184).

([2])أخرجه: مسلم رقم (118).