×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ونرى الصَّلاة خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وفاجرٍ من أهل القِبلَة، وعلى من مات منهم.

****

فالإِنسَان يخاف دائمًا من ربه عز وجل، وكم من مهتد ضل، وكم من مستقيم انحرف، وكم من مؤمن كفر وارتد، وكم من ضال هداه الله، وكم من كافر أسلم، فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى.

هذا فيه مسألتان:

الأولى: أن الصَّلاة عمل وإحسان، فإذا فعلها النَّاس خصوصًا ولاة الأمور، فإنهم عملوا معروفًا وإحسانًا، وفي تَرْكِ الصَّلاة خلفهم فيه محظور عظيم، من شقِّ العصا، وتفريق الكلمة، وسفك الدماء وهذا خطر عظيم؛ فيجب أن يُتَلافَى، قال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا خَلْفَ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَصَلُّوا عَلَى مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» ([1])؛ هذا من حيث العموم، فكيف بولاة الأمور الذين في منابذتهم ومخالفتهم شق لعصا الطاعة، وتفريق الكلمة، وآثار سيئة على المُسْلمين؟

هذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة، يصلون الجُمَع والجماعات، ويجاهدون في سبيل الله مع كل أمير، برًّا كان أو فاجرًا، ما لم يخرج عن الإسلام.

هذا أصل من أصول أَهل السُّنة والجمَاعة، من عهد الصَّحابة إلى عهد الأئمة، وهو الذي عليه إجماع المُسْلمين من أَهل السُّنة والجمَاعة.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (3757).